كل مقاول طموح له الرغبة في الظهور و النجاح، غير أن مراحل إنشاء مقاولة ناشئة يبدو صعبا و مركبا إذا لم تتم دراسة المشروع من كل جوانبه. في هذا المقال سنتعرف على 5 مراحل لتأسيس شركة ناشئة. ترى ما هي الجوانب التي تدفع شركة ناشئة ما نحو النجاح؟ الشغف، الإلتزام، التمويل و المواكبة… إليك المراحل التي تمر منها المقاول و التي لا بد من فهمها حتى نبني مقاولتنا بنجاح.
تطوير الفكرة (L’idée)
أن تكون لديك فكرة إبداعية هو أمر مهم لكن أن تقوم بتطوير هذه الفكر و تجعلها عملية، هو سر نجاح الشركة الناشئة. المهم هو تصور فكرتك عن طريق حل لمشكل من المشاكل التي تصادفها في حياتك اليومية.
أن تستطيع فهم حاجيات الناس و إدراكها شيء في غاية الأهمية، كون هذه الحاجيات هي للناس الذين ستقدم لهم الخدمة التي على أساسها سننشأ هذه المقاولة.
هناك ثلاث عوامل على أساسها تبنى الفكرة و هي المتانة، قابلية التطبيق، ثم الفعالية. أن تجد اهتمامات جديدة أو اهتمامات قلما ينتبه إليها هو مفتاح نجاح مقاولتك.
دراسة السوق (Étude de marché)
ما إن نتمكن من الفكرة و نحدد الحاجة التي تسدها، وجب عليك فهم السوق. هذا هو ثاني مفتاح يمكنك من إنشاء مقاولتك. إذا لم تتمكن من فهم مميزات مجال اشتغال مشروعك، من الممكن أن تذهب كل جهودك سدى، لذا من الأفضل أن تعمل على مجال لك فيه تجربة و تفهمه و إلا فعليك القيام ببحوث معمقة فيما ترغب القيام به. من المهم جدا أن يرتكز اهتمام المقاول على حاجيات زبائنه المحتملين دون أن ينسى أن هذه الحاجيات تتطور مع الزمن، لذا يجب عليه أن يتجاوب معها بسرعة لضمان استمرار مشروعه.
خطة عمل (Business Plan)
لكي تجعل من مقاولتك شركة رائدة، لا بد من إنشاء و ضبط خطة عمل، من خلال دراسة الجانب المالي و القانوني، البحث عن شركاء ثم البحث عن جميع الوسائل و الأنظمة التي تساعدك على ذلك.
خطة العمل هو عبارة عن وثيقة تدل على جميع تفاصيل مشروعك.
ماهو المنتوج أو الخدمة التي ستقدمها؟ أي سوق سيتم استهدافها؟
ما التمويلات التي ستحتاجها؟
ما هي الترخيصات و الوثائق التي يتوجب عليك إعدادها؟
ستمكنك هذه الخطة من معرفة مدى قابلية فكرتك للتطبيق مما سيمكنك أيضا من التراجع إذا بدى الأمر غير ناجح و البحث عن حل للمشاكل التي من الممكن مصادفتها.
تعد خط العمل هذه، الرؤية الكاملة التي ستمكنك فعليا من إخراج فكرتك إلى عالم الوجود و بالتالي البداية في تحقيق حلمك.
تشكيل فريق العمل (Équipe)
أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب هو مفتاح لنجاح تسيير الموارد البشرية لشركتك الناشئة. فكر و حاول أن توزع المهام التي لا تستطيع القيام بها على الأشخاص المناسبين ثم حاول أن تقلص عدد أعضاء فريقك إلى أقل عدد ممكن، خصوصا في السنوات الأولى لكي تتمكن من مراقبة تطور شركتك الناشئة خطوة بخطوة.
شجع فريقك حتى يكونو على نفس الطريق و الطموح، و احرص على أن يتعلم كل منهم شيئا جديدا يوميا.
المواكبة (Accompagnement)
في بداية المسار لابد لكل مقاول ناشئ من التوجيه، و لتوفير هذه الخطوة المهمة نجد الكثير من المبادرات العمومية و الخصوصية التي تواكب المقاولين و تساعدهم على بلوغ أهدافهم.
سواء أكانت حاضنة (couveuses)، أو جامعة لأعضاء المقاولة، مواكبة (incubateur) أو مساعدة على تسريع تفعيل المقاولة (accélérateur)، فقد ساعدت هذه المؤسسات العديد من المقاولات الناشئة لتصبح قصص نجاح.
فهي تعرف تحدياتهم و تتوفر على الموارد الأساسية لمساعدة المقاولين لكي يتمكنو من بداية مشارعهم بطريقة صحيحة.
في المغرب نجد العديد من هذه المبادرات و التي تحدثنا عنها في مقالنا السابق.
التمويل (Financement)
أن تركز على الفكرة هو شيء مهم، لكن عليك أن لا تنسى أن توفر بعض المال جانبا لتلبي حاجيات مقاولتك عند بدايتها كالإعلانات و المستلزمات الأولية، لهذا من الممكن أن تقتصر على التمويل الذاتي (autofinancement) و إلا فعليك أن تتوجه إلى إحدى مبادرات التمويل و التي تجدها هنا.
تمثيل النموذج (Prototypage)
حسب مجال الشركة الناشئة التمثيل النموذجي يأخذ أشكالا و معاني مختلفة. الغاية من صناعة النموذج هي تقييم و دراسة مشاكل تصميم المنتوج أو الخدمة، تموضع المقاولة في السوق، المهتمين، و نوع العملاء أو الزبائن.
و هي تمكن كذلك من تقييم الحلول المطروحة و تقييم شامل للمشروع من خلال طرح الأسئلة.
كيف تستعمل؟
كيف يمكن تطويرها؟
ما إن يتم إنشاء النموذج و حل المشاكل، يمكنك الإعلان الرسمي عن إصدار شركتك الناشئة.
نتمنى أن تكون قد استفدت معنا، إذا كان لديك أي تعليق فمرحبا بك، و إن أمكن أن تشارك الموضوع مع أصدقائك لتعميم الإفادة.